Monday 4 October 2010

صاحب هاتين العينين


رأته عيناى وسط الزحام؛ فعرفته
نظرت إليه من بعيد كمن يبصر حلم؛ فنظرته
لم نتكلم و لم نتحادث
لكنه كان كلقاء عيون غارقه فى صمت الكلم
جلست أحسب الثوانى كلما تحولت عيناه عنى
ثانية... إثنان و ينظر تجاهى
قلت أهرب بعيداً و لكنى لم أستطيع
فعيناه تمسك بعيناى تحتلهما و تجذبهما
و كأننى أعرف تلك النظره الحزينة
نظراته تائه تبحث عن المرفأ فى بحر وجهى
تفيضان بالأنين و تحننان لصديق قديم
و كأن أصبح لعيني وظيفة جديدة و هى أن تبصره
و الجاذبية الأرضية أصبحت تشدهما ناحيته

نظرت فى عينيه فلاحت بسمة على شفتيه
فوقعت فى الحيرة؛ هل أنظر لعينيه أم لبسمة شفتيه
و كأننا نعرف بعضنا من سنين
و على شفتى كلام كثير... كثير
لكن ضاع الكلام و بدت أحدق فى عينيه

غرقت فى بحر عينيه مكاتيبى
و بدت أجدف بلا شراع و لا قلاع
لا لأن أصل إلى شط عينيه بل لأغوص للأعمق
فأعماق عينه نجاتى
و كأن للحياه منظور أخر
و كأننى فى حياة جديدة لا أملك أن أختار
و لا أريد أن أختار
فقط دعونى أغوص للأعمق

تنبهت على كلام الآخرين
يطلبون رأيي فى موضوع بعيد ... بعيد
اتركونى وحدى ألملم حالى
فأنا أبحث عن أجزائى فى هاتين العينين
عيناه كليل منير براق
تملئهما ألعاب نارية يأتى صداها من قلبى

لم أستطيع أن أحول عينى
فربما تلك آخر مرة أنظره فيها
فبت أجول فى بعينى أحفظ ملامحه
مشته... طوله... و شعره
و وقفت عند عينيه... و وقف قلبى
و بات يضيع دقاته من جديد
يا إلهى ماذا أفعل فأنا أسيره تلك العينين؟!

ربما أقصى أمانيَ أن أراه و نتجاذب أطراف الحديث
و أنظر فى عينيه من جديد لكنى لن أستطيع
فقلبى ينسى عمله كلما ذكره عقلى
و كأنه يرفض أن يسمع ما يقوله المنطق
و أتمنى فقط أن يختفى المكان
و يدور الزمان ، و أبقى
أنا و صاحب هاتان العينين

Saturday 27 February 2010

الفراق



سأنكر دمع عينى ان تداعى و أصطنع ابتساماتى اصطناعا

سأسكت دقات قلبى حتى تمضى بدربك يا حبيبى و إن كان افتعالا

فالرحيل بات مؤكدا و أيام اللقاء مضت سراعا

و ربان الفراق نشر الشراعا و ما له سوى الأنصياعا


اعرف انى لن أقوى على الوداعا و لكن ما على إلا الطاعة

لكن الحب فى قلبى باتا محرقا و صوت الفراق يعتصرانى اعتصارا

و وجهك مازال غائما و الحزن اعتلاه اعتلالا

حتى يديك تحتضن يدى مسخنة بالمرارة

و عيناك زائغتان تحفظ ملامحى لأيام الإشتياقا



فتساقطت دمعة هاربة من بحر عينيك الدماعا

فما قويت ان انظر لأشهد فيك معنى الإنكسارا

ترانى اقف محدقتاً براحتيك الممستكتان بالسلالا

كادت شفتاى تنطك بالكلمات غير انى وجدتها ذبلت و ذابت

ما عرفت هل أقول إلى اللقاء أم الوداعا

و الصمت ظل حائرا فقلبى قبل الرحيل غدا مشتاقا

و بدت أرجو التجلد لكن الصبر ماعاد فى المستطاعا



و الحزن تدافع إلى من البقع و التلالا ما استطعت الفرارا

و بحر الشوق ينتظرنى متلهفا و أمواجة تتوعد العذابا


....


و جاءت لحظة الوداع فرجوت قلبى ان يعود فما اطاعا

و يداى تأن ألما تريد أن تضم يداكا سراعا

و انسكب الدمع من عينى فما جف ولا انحسر و لا هدأ افعالا



و أعرف انى سأبكى حتى يوم الوصل والإجتماعا

لن أنكر حبى واصطنع ضحكاتى اصطناعا

و لن أقول إن كل من فى الهوى أمثالى

و ضرب العشاقِ الفراقا



لا؛ فلست فى الحب أعرف مرفأ و لا منتهى الأمالى

قلبى كبير كبحر أما جبينى فعالى

فلا أشك بحبٍ نشرت فيه ظلالى

و لا تضعف أمالى و لا يخيب رجائى

و لا أبالى بحدفى غرقا فى يم الهُيامى

فأنا لن أرضى بغيرك حبك تاجا

و بقلبك يكمل المُلك و الإجلالا

سيبقى قلبى ملك لمن أحب مهما طال البعاد

و سأبقى على عهدى مترقبا لقاك فى كل صباحِ و مساءَ

ذاكرتا أن فقط صوتك يقدرأن يمحى هموم القلب و الأيامَ